ما هو أدب السجون
هو ذلك الأدب الإنساني الذي ولد في رحم المعاناة و القهر في غياهب السجون و خلف البوابات السوداء. قد يكون قاتما بقدر قتامة القهر و الظلم و لكن لا يخلو من الأمل النابع من الإيمان بالفكرة و هو ما يتصف به عادة من يزج بهم خلف القضبان فما كان مصيرهم لينتهي هناك لولا خوف النظام من الفكرة التي يحملونها. رسالة الكاتب و لغته في هذا الأدب قد تنطلق من التجربة الشخصية الذاتية للمحنة و لكن لا تنغلق عليها بل تسعى لتأكيد الرسالة الإنسانية العامة برفض الظلم و إعلاء قيم الحرية و قد يصح لنا اأن نقول أن هناك وحدة موضوعية تربط الأعمال المنتمية لأدب السجون و المحن يتمثل في هذه الرساله مهما إختلف الجلاد ومهما اختلفت الضحية .
وسأترككم مع هذه الأبيات الرائعة جدا والجميلة التي تحمل وصفا جميلا نادرا لما يدرو في ذهن هذا الشاعر الكبير.
أبو فراس المحترماني الذي كتب رومياته في الأسر و هي من اجمل و أرق ما قيل في الشعر ومنها هذا الحوار مع حمامة حطت على شباكه في الأسر
أقول وقد ناحت بقربي حمامة:-------أيـاجارتا هل بات حالك حالي؟
معاذ الهوى؟ماذقت طارقة النوى-------ولا خـطرت منك الهموم ببال
أتـحمل مـحزون الفؤاد قوادم -------عـلى غصن نائي المسافة عال
أيـاجارتا، مأنصف الدهر بيننا------- تـعالي أقـاسمك الهموم تعالي
تـعالي تري روحاًلدي ضعيفة -------تـردد فـي جـسم يعذب بال
أيـضحك مأسور وتبكي طليقة------- ويـسكت محزون ويندب سال
لقد كنت أولى منك بالدمع مقلةً------- ولـكن دمعي في الحوادث غال